عندما الهبت الثورة المهدية المشاعر وبثت روح التفاؤل في نفوس الناس المهيأة اليها والتف الناس حولها وتوحدت الروح القومية وضعت اللبنة الاولي لنهاية الانقسام وفي الوقت نفسه برزت مجموعة من الشعراء الكبار الذين وضعوا دعائم الشعر السوداني وحفروا في وجدان الشعر وذاكرة التاريخ شكل ومضمون الشعر السوداني ومن الذين الهمتهم الثورة المهدية وهزت مشاعرهم واستنطقت شاعريتهم الشيخ الشاعر محمد عمر البنا 1264 - 1338 هـ / 1847 - 1919 م . وهو احد شعراء المهدية البارزين والادب السوداني ويعتبر نواة لتكوين جيل من المبدعين اثروا الساحة الفنية شعرا وطربا.
كان الشاعر من المقربين لقائد الثورة المهدية الامام محمد احمد المهدي في المرحلة التي سبقت الاستعمار وخليفته عبدالله التعايشي من بعده والذي علم الشاعر الشيخ ابناءه الفقه واللغة وكان وطنيا مناضلا ضد الاستعمار بالحث علي الجهاد وبزل النفس رخيصة في سبيل الوطن ودحرا للمستعمر البغيض وكان دوره بارزا في شعر الحماسة بقصيدته الرائعة التي يقول فيها :
الحرب صبر واللقاء ثبات .. والموت في شأن الإله حياة.
ولد الشاعر محمد عمر البنا بمدينة رفاعة حاضرة منطقة البطانة لأم رفاعية وأب جعلي من قبيلة الجعليين المعروفه ، أدخله والده الخلوة وحفظ القرآن ، ثم هاجر الي مصر بوابة العلم والمعرفه آنذاك والتحق بالازهر الشريف حيث نهل العلوم الفقهية واللغة علي يد مشاهير العلماء وكان لذلك الاثر الكبير في حياة الشاعر حيث عيّن في عهد الادارة البريطانية بعد عودته قاضيا بمنطقة رفاعة مسقط رأسه وكان قاضيا بارزا ماجعله مفتشا عاما للقضاء بالمحاكم الشرعية واعطي مثله مثل غيره مساحة بارض امدرمان وسميت باسمه وهي منطقة ( ودالبنا ) مثل ودنوباوي والملازمين وتجول في مدن السودان المختلفه حتي وفاته عام 1919 م وشيع في جنازة مهيبة ومن المعروف انها كانت أول جنازة يخرج فيها طلاب العلم والمدرسون وحملوه الي مثواه الأخير وقال فيه الشيخ البنا مرثية عظيمة يقول فيها :
وما دروا أبتي بأنك مصحف كيف يهيلوا عليك التراب
ورحل مخلفا ورائه الكثير من القصائد الخالدة لتواصل بقائها والقها المستمر بالموهبة التي امتزجت فيها الحماسة والشكوي بتباريح العشق واوصابه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق